الهجرة : …….الهروب الكبير ! (1)

الزرقاء ميديا – تحقيقات

الهجرة : …….الهروب الكبير !

 

9(1)

الزرقاء ميديا – تحقيقات 

مع صلاة الفجر… أسرعت ميساء لترتدى ملابس الخروج لتصل باكرا الى وزارة الخارجية ….( أنا طلعت بدرى شديد )هكذا أجابتنى بنبرة منزعجة لتروى لى كيف أنها وصلت لتجد عشرون شابة يسبقونها فى صف توثيق الشهادات امام وزارة الخارجية , ميساء تحدثت (للزرقاء ميديا ) أنها ترغب فى توثيق شهاداتها بنية السفر للعمل فى دولة خليجية فى مستشفى بشروط قاسية من ضمنها أن تعمل لمدة ثلاث سنوات متواصلة لتستحق إجازتها الآولى !…..وأنها قبلت حالها كحال معظم الشباب والأسر السودانية التى إتجهت الى باب الهجرة بصورة (مخيفة ) حسبما وصفتها صحافة الخرطوم فى مانشيتاتها وخطوطها العريضة هذا الأسبوع وذلك بعد أن تداولت وسائط إجتماعية فيدوهات ومشاهد الأزدحام غير المسبوق على مجمعات خدمات الجمهور بغرض إستخراج وثائق السفر ….وصفوف المنتظرين لشهادة تطعيم الكورونا بنية السفر للدول التى تشترطها أيضا …

أما قنصلية السفارة المصرية بشارع الجمهورية فقد فاضت طوابير طالبى التأشيرة قرب مبانيها من الشباب وأرباب الأسر …وفى سياق ذى صلة   تناولت  تقارير إعلامية مختلفة  أخبار إنتقال أكثر من مليون أسرة للإستقرار بمصر خلال الشهور الأخيرة يتدفقون يوميا عبر (معبر أرقين برا ) أو عبر بوابات مطار الخرطوم وهو ماأكدته تقارير صحفية أشارت الى أن معدل الرحلات اليومية الى القاهرة بلغت 14 رحلة يوميا تصل فى المناسبات الى 30 رحلة أحيانا يقابله قلة فى الرحلات العائدة من هناك وبحسب تصريحات منسوبة للآمين العام لغرفة البصات السفرية حسن حامد فإن عدد المسافرين يوميا نحو( 700 ) مسافر ويتخطى العدد الشهرى حوالى (21) ألف مسافر .

…لكن المزعج حقا أن تتداول أخبار وتقارير مختلفة زيادة نسبة المهاجرين من النساء والأطفال عبر (السمبك ) المفردة التى أضحت نغمة على لسان الشباب مؤخرا .  

الزرقاء ميديا تستعرض فى هذه المادة الإستقصائية  الأسباب التى تدفع الشباب والأسرللمجازفة بالهجرة غير الشرعية والتدافع الكبيرنحو الهجرة عموما وماهى أبرز المخاطر التى يتعرض لها المهاجرون أثناء الرحلة  وأوضاعهم بعد الوصول وماهى القوانين المنظمة للهجرة والتنسيق السودانى الأوروبى فى هذا الجانب وماهى المقترحات الحكومية للحد من الهجرة وتقليل إستنزاف الكفاءات والعقول السودانية .                       

الأسباب !                                

غضنفرفيصل الذى جرب الهجرة غير الشرعية برا الى ليبيا عبر الصحراء وعاد قبل ثلاثة أشهر عاش فيها تجربة مريرة على حد وصفه تحدث إلى (الزرقاء ميديا) عن نيته للرجوع مرة أخرى للسفرإليها أو الى أى وجهة أخرى رغم مالاقاه من مصاعب فى رحلته الأولى قاطعا بأنه سيتفادى الأخطاء التى وقع فيها فى المرة الماضية وأكمل قائلا : ( هنا مافى أمل …أنا أعمل فى ورشة للحدادة واللحام مهما إجتهدت  مع إرتفاع الأسعار مابقدر أغطى نفقات ناس البيت اليومية ..) . إذا تبدو الضائقة المعيشية التى تزايد ضغطها فى الفترة الأخيرة أحد أهم عوامل إتجاه كثيرمن الشباب لإيجاد فرص عمل أحسن  وأوفر دخلا لهم وهو ذات الامر الذى يحتج به كثير من أرباب الأسر الذين باتت الأسعار حملا أكبر من قدرتهم على حد وصف بعضهم  ..هاجر عبدالله التى إنتقلت الى القاهرة مع عائلتها عددت للزرقاء ميديا  أسباب إنتقالها مع زوجها خالد وأبناءهم قائلة : ( أولا دراسة العيال بقت مشكلة مع حالة عد الإستقرار والإجازات المتكررة أضف  إنو ناس المدارس الخاصة رفعوا الرسوم الدراسية لإرقام فلكية أكبر من طاقتنا كأسر على تغطيتها بجانب المصاريف اليومية البقت حاجة مامعقولة أبدا….) .

عدم الأمان وضغط المعيشة

 

الدكتور عصام زين العابدين أستاذ العلوم السياسية يتفق مع ذات وجهات النظر القائلة بتأثير الضغوط الإقتصادية على قطاع كبير من المواطنين لإتخاذ قرار الهجرة وبحسب دكتور زين العابدين فإن الهجرة حق إنسانى كفلته كل المواثيق والقوانين الدولية لذلك من حق أى إنسان أن يهاجر سعيا لكسب العيش وبحثا عن حياة كريمة له ولعائلته ويضيف معددا أسباب تزايد الهجرة قائلا : ( الوضع السياسي لم يحدث فيه إستقرار فى الفترة الأنتقالية  حتى الآن رغما عن مرور عامين لاتزال هناك عدد من المليشيات غير النظامية موجودة وإتفاقية سلام جوبا لم تحقق الترتيبات الامنية لمعالجة وضع تعدد الجيوش الذى يجعل كثيرمن المواطنين فى حالة عدم شعور بالأمان وخوف على مستقبل البلد والمؤسسة العسكرية لازالت داخلة فى السياسة فى جميع مؤسساتها  والشباب يرى أن الفترة الإنتقالية لاتزال مختطفة من قبل قوى سياسية إنتهازية بدلا عن كفاءات ولابد من ثورة تصحيحية ومافى شعار اتحقق لذلك كثير من الشباب محبط وتم قتل طموحه وكثيرون قرروا الهجرة ولايمكن للدولة أن تقلل معدلات الهجرة مالم تحاول تحسين وضع الغلاء لأن 90% من الشعب أصبح تحت خط الفقر الأمر الأخيرإنهيار التعليم الذى رافق كثير من مؤسسات التعليم العالى والتعليم العام وأصبح هناك تراجع فى معظم الخدمات .                                

  

 

Comments (0)
Add Comment