محمد حامد جمعه نوار
تطورات_اثيوبيا_3
تطورات أثيوبيا التي تمضي في ظل تعتيم إعلامي . وصمت دولي وإقليمي . ربما تشير الى حقيقة تبرز الان وهي ان الحواضن الاقليمية والدوائر في النطاقات الاقرب لموقع الحدث . فلت الأمر من يدها حيث يمارس الإتحاد الافريقي فضيلة الصمت بينما اكتفت الإيقاد ببحث مشاجرات رفقاء رياك مشار ! رغم ان أزمة أثيوبيا بحكم الموقع الجغرافي تهم ثلاثة او أربعة دول من مجموعة الإيقاد لتاثرها المباشر بها ! هذه الملاحظة مقرونة بالتجاهل الدولي واطراف ذات مصالح في المنطقة ربما تعني ان هناك إتفاق سكوتي على تعديل وضعيات الاطراف الحاكمة او المعارضة في الهضبة وإشكالية هذا الافتراض انه يبدو وكانه يعامل الاوضاع هناك بحسابات حقبة التسعينيات وهذا توجه ستكون عاقبته مزيد من التعقيد لان وبعد ما يقارن 30 عاما من تصفير حقبة مليس زيناوي تضافرت اسباب إقتصادية وإجتماعية وبروز أجيال جديدة ستعجل الرسم على ذات الهيكل القديم محاولة إنتحارية بكل المقاييس . مع مراعاة عامل اخر أهم وهو تداخل نفوذ اطراف بالقرن الافريقي سيعني إجراء تعديلات بأديس ابابا يستلزم جراحات في المحيط القريب منها هذا بإعتبار ان القرن الافريقي بحاجة لقطار جديد و(بابور) لجر العربات فضلا عن حتمية ان ارتدادات ما سيحدث سيكون كابوسا تحت تلك العربات بالاساس وحولها
2
ميدانيا وعسكريا تبدو الاطراف الاثيوبية اقرب لنقطة الإصطدام . إذ لا تملك الحكومة الأثيوبية سوى خيار المواجهة المطلقة خاصة بعد تقدم خصومها لاكثر من 400 كيلو متر او اكثر خارج العاصمة ميكلي بالشمال هبوطا الى اقليم امهرا جنوبا الى جنوب ولو مما اوصلهم لمفترق طرق يجعل في متناولهم شرقا غوندر وجنوب غوندر وبالجنوب الشرقي العاصمة بحر دار وجنوبا عاصمة ولو ديسي والى الجنوب منها مباشرة العاصمة أديس في إمتداد هو اقرب في الذهاب من العودة الى ميكلي بحسابات المسافة رغم تعقيدات الارض . جبهة تقراي في هذا وعلى غموض حساباتها تبدو معنويا وربما سياسيا بوضع افضل إذ ستكسب حال الجلوس للتفاوض او الركون لخيار المواجهة الاخيرة . رغم انها تحت مهددات طول خطوط الإمداد وحتمية الوقوع في شراك الهجمات عليها بنظام الموجات البشرية في حاضنة مجتمعية _ الامهرا_ قد يستميتون مستفيدين من التفوق بالكثافة السكانية وإنفتاحهم الخلفي على خطوط إمداد من كبرى مدن الاقليم بالغرب والجنوب وربما الاسناد الحكومي الصاعد من الجنوب الادنى حيث العاصمة اديس ابابا .
3
واضح والى حين طرح إستفسارات مقنعة ان الجيش الفيدرالي اخطا بالسماح بهذا التقدم حتى بلغ خصومه التقاري مناطق من ذات الثقل السكاني بالمدنيين (خريطية تقريبة مرفقة) . وطبيعة جغرافية ستعلق توظيف القصف المدفعي او الطيران الحربي او حتى طائرات الدرون ! وهو ما سيفاقم من الضغوط على القيادة السياسية والعسكرية فهي ان سمحت بتقدم الجبهة الشعبية ربما قادت مضاعفات الامر لتطورات داخل العاصمة أديس غير محتملة وان هي مارست سياسة الكسح والمسح ربما اضرت بمجموعات سكانية تعتبر موالية لها ومتحالفة فضلا عن الخسارات المؤكدة على مخزونات الحصاد والزراعة وخروج مداخيل السياحة لاعوام بفعل هذا السلوك حتى حال كسب الجولة والتي لن تكسب بمجرد صد جبهة تقراي بل ربما يتطلب الامر عملية جديدة لاجتياح الاقليم الشمالي جملة . وهو اجراء كلفته السياسية والعسكرية افدح من كل ما يجري
4
الجوانب السياسية للتسوية . بضغوط او إضطرارا تبدو معقدة للغاية ان لم اقل مستحيلة ؛ إذ لا يبدو ان كل الاطراف ستقبل بقسمة مناسبة دون فحص وضعية النظام الذي سبق نشوب الحرب او الذي تلاها واعني مقابلة جبهة الشعوب الاثيوبية في مقابل حزب الازدهار . بينما لا تتوافر وضعيات واضحة للاطراف الاخرى خارج المظلتين . فالارومو موزعين بين كتلة خلف حزب الازدهار وثانية تيار انفصالي مقاتل (جبهة تحرير ارومو) وثالثة في منزلة بين المنزلتين (الفيدراليون ) ! وإن كانوا جميعا قد يترددون في منح اي تغيير محتمل صك على بياض . وبالنسبة للامهرا فهم ولإعتبارات موضوعية وضعوا كل بيضهم في سلة رئيس الوزراء الحالي وحتى التيارات التي ضده اغلبها خلافاته محلية مناطيقية عشائرية وليست ذات وزن في حسابات انصبة المركز . وخطورة الامهرا أنهم الان تقريبا حارس البوابة السياسية والعسكرية وحال شعورهم بان اللعبة قد انتهت قد يضطرون لانتاج معالجة تحت الاضطراب ادناها فرض واقع جديد ولو بالانقلاب او اليات السلطة يبحثون بعده لاحقا تدابير منح الاخرين او منعهم.
5
الاوضاع في أثيوبيا اقطابها ثلاثة . تقراي وامهرا وارومو . بقية القوميات هي بالاساس الحقت إلحاق بالدولة ؛ وليست مؤثرة بالقدر الذي يمكن تاسيس قراءة عليه وهي تاريخيا تضاف الى مجرى الحدث السياسي كيفما اتفق . وهي ملاحظة اهديها لبعض الذين يصرون على تضخيم ادوار جماعات طرفية في المشهد الاثيوبي . الحراك هناك والتفاعلات مقابلة بين قوميات المرتفعات شمالا وبالوسط .
#نوار