الطاهر ساتي
:: لم يحدث إدخال أسلحة مٌهرّبة إلى أية دولة في العالم بعلم سلطات الدولة المستهدفة بالتخريب .. ولذلك ما إن وقعت عيناي على تصريح وجدي صالح عضو لجنة إزالة التمكين، الخاص بشحنة الأسلحة التي تم ضبطها بمطار الخرطوم، فكرت في مناشدة الحكومة لتُصادر هذه الشحنة لصالح المتحف القومي، و ليس القوات المسلحة، ليشاهد السواح أول شُحنة أسلحة – في تاريخ البشرية – يتم تهريبها ببوليصة شحن، وعبر المطار وبعلم سلطات الدولة المستهدفة بالتخريب ..!!
:: لقد أفسدت الشرطة والخطوط الجوبة الإثيوبية ( المشروع السياحي)، وهو مُتحف وجدي للأسلحة المُهربة إلى دولة السودان، بمطار الخرطوم، بعلم أجهزة دولة السودان ذاتها، بما فيها سلطات الجمارك .. وغير الشرطة والخطوط الإثيوبية، ظهر المواطن وائل شمس الدين، والذي يعمل في مجال الاتجار بالأسلحة، وبترخيص صادر من السلطات ويتم تجديده سنوياً.. للأسف ملكية وائل للأسف أفسدت مشروع مُتحف وجدي للأسلحة المهربة بعلم الدولة ..!!
:: وبالمناسبة، ما اقترحت إطلاق اسم وجدي صالح على المشروع الأثري إلا تعظيماً لفكرته و تقديراً لعبقريته التي خاطبت الشعب بخبر تهريب الأمن الشعبي – أو غيره – لشحنات الأسلحة إلى بلادنا بعلم كل السلطات، وتحت سمع وبصر سلطات الجمارك .. مثل هذه الأفكار النيّرة لا تجود بها للعالمين إلا عقول العباقرة، ولذلك كان لزاماً علينا تكريم عبقري المرحلة وجدي ، بحيث يحمل المشروع الأثري اسمه.. ولكن خاب الأمل والرجاء، ولم يتحقق الحلم، فالأسلحة غير مُهربة ..!!
:: لقد أكدت الشرطة بأن الشُحنة غير مهربة، وما تم تداوله عارٍ من الصحة، وهذا يعني أن حديث وجدي عارٍ من الصحة، ولايليق أن نصف حديث روح الثورة بالعاري من الصحة، فلنصدق حديثه حتى و لو كذب ..ألم تُوثق وسائل التواصل مخاطبة وجدي للثوار ذات ليلة بالعوائد المفترضة لموارد السودان، ومنها الذهب (11 مليار دولار)، والصمع العربي (6 مليارات دولار)، وحاصل جمع هذا وذاك (18 ملياراً)، وأن البلاد فقط بحاجة إلى (11 مليار)، والمتبقي ( نشتتها في المصارف) ..؟؟
:: وغير المليارات الفلكية التي جادت بها عبقرية وجدي، لقد عرف الشعب – في تلك الليلة – بأن حاصل جمع (11) و(6) ليس (17) كما درسونا في المدارس، بل (18).. وكما تعلمون ليس هناك أعلم بالأرقام أكثر من روح الثورة، ولذلك هتفنا وصفقنا حتى كلُت الحناجر و تورمت الأيادي .. ولعلكم تذكرون أيضاً حكاية الخلية الإرهابية التي تم توقيفها في رمضان الفائت قبل تنفيذها لعمليات إرهابية، حسب تصريحات روح الثورة وجدي، وليس وزارة الداخلية ..!!
:: وعلى كل حال، الفرق بين وجدي والمسؤولين هو فرق معرفة وإحساس بالمسؤولية، فالمسؤولون يعرفون مخاطر الحديث عن الإرهاب والتخريب على أمن المجتمع واقتصاد البلد، ولكن وجدي لا يعرف مخاطر هذا النوع من الثرثرة.. وكثيرة تصريحاته التي تُهدد أمن الدولة، وتعكر صفو سلامة المجتمع، و تضر بالاقتصاد الوطني، ومع ذلك لايُجوز نقده، وناهيكم عن المساءلة ، لأن سيادته ( روح الثورة) .. وقديماً قالوا – في كتب النضال – لايجوز نقد روح الثورة، لأن ذلك يعني إعاقة الانتقال والتحول الديمقراطي