#البرهان_الرجل_اللغز
شخصية الفريق أول عبد الفتاح البرهان . الظاهر فيها فيها يسبتطن غيرها . لا يبدو لي ان الرجل متردد او ضعيف بقدر ما أنه (عاوز كدا ) لمخفيات يعلمها هو والمطبخ الذي خلفه والذي لا يعرفه احد . فهو عادة يجيد التراجع في لحظة معينة قبل ان يبرز كالسهم ثم يقع في منتصف الطريق . ويركن للسكون ثم يخرج مرة أخرى من مجرى القوس ! هذا عين ما حدث فقد برز أسمه صبيحة 11أبريل 2019 حتى قبل إذاعة بيان ابنعوف ! ثم تراجع للظل ثم ظهر في الدقيقة تسعين ! ثم مع إبراهيم الشيخ _ الصورة الشهيرة امام القيادة _ وانتقل في كثافة الظلال لمقعد زعيم الإنقلاب او شريك ترتيب البدايات . والرجل بعدها عاد لتكتيكه فتراجع . ترك المساحة لحميدتي . الذي تمدد وسيطر . وهو يتابع دون ان يبدي قلقا . ولو تذكرون تلك الاسابيع والأشهر اكتفى فقط بظهور عابر . ثم ظهر بخطاب مفاجئ وغير مفهوم صبيحة فض الإعتصام . مرق السهم فعلق التفاوض واعلن انتخابات مبكرة ثم عاد للسكون بعدها بيوم او ايام وعدل اللغة والسمت والخطاب بعكس ما قال فاستمر التفاوض ولم تقم انتخابات مبكرة ! وإحتفظ بمكانه دون ان يضطر لتفسير اي الموقفين
2
المفاوضات مع قوى الحرية والتغيير لم يكثر بشانها لا الحديث لا الظهور . ترك المسرح لحميدتي . ثم تشكلت الحكومة ظهر في احداث هيئة العمليات . واتت قصة زيارة عنتبي . مرق السهم . ثم عاد الى وضع السكون . أجاز رواية انه من بادر وتصرف للمصلحة الوطنية . ومثل كل سوابقه . بين التقدم والتراجع فهو وظف الامر اخر الامر لنتيجة انه من ربح . مثلما ربح يوم ابنعوف ويوم ان عاد للتفاوض مع قحت ويوم إجتماع مناقشة أزمة عنتبي ؛ يتراجع ثم يمضي ما اراد ولو انه تراجع عنه ! وبالتالي ظل نمطه السلوكي انه يتقدم للموقف الذي يريد ثم يتراجع عنه ولا يخسر ! على الاقل من شركاء الحكم وربما من هم خارجهم ! اتذكرون خطابه بوادي سيدنا الذي قال فيه ان الجيش ان وصله الناس في القيادة سينحاز ! وصل البعض للقيادة فردوا واظنه كان من خلف الابراج ينظر . رجل يزج بقادة الجيش ورفاقه في السجون . دون ان يقلق او يتأنب ثم في لحظة ما يطير لمشروع خلوي او مسرح عمليات ويشعرك ان له عاطفة وولع كبير مندفع بالجيش والحرابة ! يخطب الثلاثاء والاربعاء في الشجرة وكرري امام جنده فتشعر انه قد يمضغ المجنزرات ثم يطل يوم الخميس بخطاب سياسي (ملكي) بحت يوزع خلاله الرسائل وكان بين فكيه قطعة حلوى نعناع .
3
هذا سلوك لا يتعلق بتعبير متردد . طبيعة وظيفة الرجل وسيرته كضابط مقاتل في حرس الحدود _ هذا الاسم لوحدة اقدم من فترة الإنقاذ بالمناسبة _ أكتسبته بالضرورة ميزات في تقدير الموقف والتعامل مع الطؤاري والأزمات والكمائن بشكل يضعف من فرضية سلبية التردد وهذا ما يحملني على الظن ان الرجل يتعمد ذلك وفق نهج يعلمه هو وتدرج صبور لبلوغ اهدافه لا يرتبط بالتخوف من فقدان بعض النقاط والمحطات الفرعية مقابل إحاطة واختراقات من قياس النمرة الكاملة التي تعوض خسارات الطريق . الان مثلا وبهذا التدرج واضح ان الرجل _ لو لاحظتم _ صار هو الرقم الاهم . والرسام الذي يوزع وضعيات الوجوه على اللوحة . وبشكل ما اظنه الفاعل الاساسي في ارتباطات الاحلاف الخارجية . والعنصر الداخلي الممسك بخانة الموزع للورق . وبشكل ما (لو لاحظتم ايضا ) يبدو وكأنه صعد في درجة التصنيف على حمدوك وحميدتي . كما انه وبشكل واضح صاحب نفوذ على الحركات الشريكة باتفاق السلام وربما بعض الاحزاب السياسية في الحاضنة .
4
الجوانب الضعيفة والمميتة والتي قد تتسب في الحاق به _ في تقديري_ تتعلق بجوانب صورته في بعدها الشعبي . إذ لا يبدو مهموما بها وحتى الجهد القليل المبذول حولها به بؤس من جانب المعدين وهذه ازمة شاملة في الوضع الانتقالي بكل رموزه المدنية والعسكرية وستتسبب في خلاصة غير مفيدة للجميع . كذلك وهذه أخطر اظن ان مؤسسته العسكرية تحتاج تقوية الروابط والممسكات بينها وبينه وتحسين بيئة الراي العام المتضجر من (شتارة) تعاطي الشركاء المدنيين الذين تغلب عليها تيارات ذات عداء تاريخي ونفسي للجيش ومراراتها عليه لا تخفى . وتتعمد البصق على وجهه كما ان قواعد تلك التنظيمات تبدو غير قادرة على انتاج برامج واسناد معنوي لقوات مسلحة جزء كبير من بناء عقيدتها يعتمد على طوفان الاسناد المدني والشعبي. خاصة مع اصرار تلك الاطراف على فرضيات ان الجيش مصنف ومن يسانده حتى من العامة كذلك ويسبق كل هذا حقيقة ان الوضع الاقتصادي العام واولويات النخبة الحاكمة قد تعتبر ان إحتياجات الجيش وإستحقاقاته المعنوية والمادية امر لا أصل له في الحكم المدني ! وهذا قد ينمي سريان نار قد لا يسلم منها الرجل الاول.
5
والزول دا حكاية . أكبر من ظاهر شكل الغلاف
…
محمد حامد جمعة نوار