طلب مني أحد القيادات الرفيعة للمقاومة أن أغير صورة (بروفايل الواتساب) الخاص بصورة الشهيد عبدالعظيم مع عبارة ضد العسكر وذلك في إطار حملة كبيرة ضد المنظومة العسكرية …!!
صورة (البروفايل) الخاص بي في (الواتساب) عبارة عن خريطة السودان القديمة قبيل فصل الجنوب تحتضنها أم بلوعة و حزن و تتشابك يديها في الخريطة عند تماس خطوط العرض مع الجنوب .
الخريطة مكتملة تماماً ، حلايب وشلاتين و الفشقة الصغرى و الكبرى و الجنوب ، هو ذاك السودان الذي نرسم خريطته و نحن مغمضي العينين مذ كنا أطفالاً .
ولكن من يا ترى بستطيع رسم خريطة السودان الآن و قد أصبح شكل الخريطة مثل جلباب أكلته النيران من أسفل فحاول أحدهم إطفاءه بيده فلسعته النيران فرفع يده على جبينه فأحترق جبينه وأنزل يده إلى خاصرته فأحترق شرقه..!!
فسكب شيئاً من الماء فصار متشرذماً تارةً ، و متفحماً تارةً أخرى مثل شجرة مثمرة إجتمع عليها قطيع من الماعز مصاب بـ ( حول ) فصار يلعق و يأكل الجزء الأصيل المقابل للعين السليمة و يهمش الآخر الذي يقع تحت العين المصابة….فكانت النتيجة عوضاً عن أكل الثمار أبتلعت البذور.
أقول أن الرجل و عقب طلبه الغريب أجبته هل هذه هي الديمقراطية و الحرية التي تجعلنا نحشر أنوفنا حتى في (بروفايلات) الأصدقاء و نطلب منهم تغييرها في إطار حملة منظمة …!! أجابني أنت أيقونه من أيقونات الثورة و الغرض أنك حين تغيري بروفايلك سيتبعك الكثيرون …!!
عزيزي القاريء الأمر أكبر من تغيير (بروفايل) ، الأمر أسوأ من حملات إغتيال معنوي تديرها غرف الدجاج الإلكتروني ، الأمر وطن ممزق تطارده لعنات أبناءه قبل الأغراب ، كل يتجاذبه من طرف حتى أنخلع كتفه .
غرف حرب إعلامية ضد من …؟؟ و لماذا …..؟؟ غداً تقوم المنظومة العسكرية و الأمنية هي الأخرى بإنشاء غرفة دجاج إلكتروني مشابهة لدجاج قحت ومافيش حد أحسن من حد .
ثم تأتي بخبراء الإعلام و (السوشيال ميديا) و كل دجاجة لها عشر أسماء حركية و يتم توظيف الكاريكارست و أصحاب الرباعيات و تدبج المقالات ….أنها الحرب القادمة …ينتصرون على الإنترنت و يخسر الوطن…!!
يحدث كل هذا مع الأسف عقب حصيلة ثلاثة أعوام من سقوط الكيزان ، النتيجة نجاح في التراشق الإعلامي ، غرف إغتيال معنوي ، وفشل في كل الملفات الحرية و العدالة و السلام ، و شخصيات ثورية كانت مع أهل القبور فسمعت نفخة الإنقلاب فظنتها نفخة الصور فنهضت .
زميل صحفي قال لي متى ستكتبي عن الإنقلاب حتى نستطيع تصنيفك …؟؟ قلت له من أنتم …؟؟ من أنتم الذين ستصنفوني أنا …؟؟ ولم ينسَ وسط ثوريته تلك أن يرسل لي دعوة لعيد وطني لأحد السفارات فقلت له خلاص بقيت عميل رسمي ….؟؟؟ فقال جات علي أنا …؟؟
المضحك والمبكي أن نفس الذي يمارس عليك الوصايا دون وجه حق لا يجد في نفسه مزعة لحم من خجل في الإنتساب إلى العمالة .
لهفي عليك يا وطن تدار بصور (البروفايل) و يعيش أوهام المناضلين على فتات السفارات ، و ينصبون أنفسهم مصححين للآخرين ، لهفي عليك يا وطن و نحن نفشل في كل ملفات الاستقرار و التنمية و التطور والإعمار ، و ننجح بإمتياز في الفوضى و التخلف و الإنهيار و الإحباط .
الآن …..هبوا لحماية (الأنفنيتي) يرحمكم الله..( حقوق العبارة محفوظة للمعلق في الفيسبوك Gadelrab Ismaeel …
خارج السور :
أطلقوا سراح الزميل الصحفي عطاف عبدالوهاب ….لا لكبت الحريات …لا لقمع الصحفيين …لا لتكميم الأفواه ….لا لأساليب الترويع و الإختطاف و الإرهاب …..
السيد وزير الإعلام إين أنت …!! هل هكذا تورد الأبل يا حكومة الحرية و القانون