مقتضيات العودة إلى منصة التأسيس
د غاندي معتصم
العودة إلى منصة التأسيس تقتضى الإعتراف بأن ثورة ديسمبر كان عمادها الشباب (غير المنتمى سياسيا) كما تقتضى الإقرار بأن ما أخرج “الديسمبريون” إلى سطح الأحداث السياسية هو عجز “الأحزاب” عن صياغة برامج تستوعب تطلعات الشباب وتواكب تحدياته.
عقب الحادى عشر من أبريل ومع طغيان صوت الشباب تم التجاوب اللحظى مع مصطلح “حكومة كفاءات” وعقب السيطرة الممنهجة على “تجمع المهنيين” تم القفز على بنود “الوثيقة الدستورية” عبر تكوين حكومة حزبية صارخة.
فى الذاكرة لقاء محضور جمعنى بقيادة تجمع المهنيين عقب سقوط النظام وقد إبتدرت النقاش متحدثا عن أبرز سمات الحراك الثورى المتمظهر فى “صراع الأجيال” وعدم تحمل البلاد لتكرار صراعات الأيدلوجيا وعن إمكانية الإمساك ب “اللحظة التأريخية” لصناعة تحول كبير يقضى على أمراض السياسة السودانية المزمنة.
تحدث بالتعقيب على ذلك أمجد فريد وطه عثمان بأيدلوجيا خفية وأتذكر تباين أحمد ربيع مع رؤاهم ومثالية الأصم الذى ذهب بعيدا وهو يحصر دور تجمع المهنيين فى العمل النقابى.
لعله من المعلوم أن أبرز أسباب الفشل السياسى الماثل هو سيطرة الأحزاب على السلطة من خلال فترة إنتقالية وهذا الأمر بدوره يتنافى كليا مع روح ومطلوبات الإنتقال؛ وأكثر ما يدعونى للتعجب أن الكل يزاود بضرورة الاحتكام لبنود “الوثيقة الدستورية” التى نصت على “حكومة كفاءات” .. فما الذى يمنع الدكتور عبدالله حمدوك لاقتناص اللحظة التأريخية بالعودة إلى منصة التأسيس للعبور بالفترة الإنتقالية؟
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=624965611831708&id=100029548249380